في المؤتمر الدولي لثقافة الإعلامية والسلام العالمي

 شيخ الأزهر والبابا تواضروس يحصلان على الدكتوراه الفخرية ويؤكدان على أهمية التسامح

New boys won the championship


انطلق المؤتمر الدولي الذي ينظمه تحالف اليونيسكو للثقافة الإعلامية والمعلوماتية عن دور الثقافة الاعلامية في دعم التفاهم والسلام العالمي وذلك بمقر جامعة الدول العربية، برعاية وحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نيابة عن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالإضافة إلى سفير أسبانيا في مصر وممثل منظمة اليونسكو.
و يترأس الفاعلية التي تستمر لمدة 3 أيام الدكتور اسماعيل عبد الغفار اسماعيل فرج رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبالتعاون مع الأكاديمية العربية وجامعة أوتونوما برشلونة بإسبانيا والمعهد الدولي للثقافة الإعلامية والمعلوماتية.
ومنحت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الدكتوراه الفخرية، للدور الداعم في تعزيز قيم التسامح والسلام.
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ان تنمية مهارات التواصل مع الآخر وتعزيز التسامح هو اساس التعايش الحضاري والسلمي بين الثقافات وجوهر التسامح هو قبول الآخر ، لافتا أن رسالة المؤتمر تنطوي على أهمية كبيرة وهي نشر التسامح والعدل لأنها تخاطب أزمة العصر إذ لم يعد ممكنا التمييز بين المعلومات الزائفة والمضللة والحقيقة الموثقة ،لذا فإن والتعليم هو حائط الصد الأول الذي يعزز الدراية الإعلامية لدي المواطن .
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن وسائل التواصل الاجتماعي سهلت وصول الاخبار سواء كانت معتدلة او متطرفة للجميع، بل ان الدراسات اكدت الى ان الاخبار المتطرفة تنتشر على نحو اوسع مما يوجب وضع منهجية للتعامل مع هذا التحدي، وشدد في الوقت ذاته على أن القضية الفلسطينية تمثل ذروة تجسيد العنصرية في زماننا.
وقال أبو الغيط ان تمكين الشباب هو أفضل استثمار في مستقبل الأمم ، لافتا ان الجامعة تسعي من خلال المؤتمر الى تطوير المهارة النقدية للتعامل مع الاعلام بشكل ايجابي ومسؤول، فالجامعة العربية تهتم ليس فقط بالعمل السياسي ولكن بتكوين الكفاءات العربية، لافتا أن التطرف يتغذي علي الجهل لذا يقع علي عاتق المؤسسات الدينية والإعلامية إشاعة التسامح ودحض خطاب الكراهية خاصة ف بلادنا العربية .
وأكد أبو الغيط أنه يقع على عاتق المؤسسات الدينية والاعلامية اشاعة ثقافة التسامح ودحض خطاب الكراهية، حتى لا يصل المجتمع الى التطرف الذي يقود للعنف، لافتا إلى أن التراث الديني في الأزهر والكنيسة هو تراث متسامح لا يحقر الاخر بل ينفتح على الثقافات والحضارات وهو تراث نادر في التعايش للممتد على مئات السنين ، وقال ابو الغيط :" ان مصر تتميز بالتسامح و التعايش بين الأديان نفخر به من الاف السنين".
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نيابة عن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ان السلام والتسامح لا يعني التفريط في الحقوق، وأن التسامح رسالة كل الديانات للتخلي عن الامراض النفسية والاجتماعية كالكراهية والحقد واعنف التي تترك اثار هدامة في حياة الشعوب والافراد وما من دين عرفته البشرية الا وجاء بالسلام، لكن هناك من يفتقد الامن والسلام وكأن اوامر السماء وتوجيهات الانبياء والمصحلين تتردد في عالم غير عالمنا ويخاطب به غيرنا
وأكد أن هناك دول تكيل بعدة مكاييل فتمنح حقوق الانسان وتمنع بحسب معايير مصطنعة تاباها الفطرة السليمة وجميع الاديان ونؤكد ان الاسلام من أعدل المناهج في تحقيق السلام ويهدف لخدمة الانسانية وتحقيق مصالح البشرية فالسلام والتسامح الحقيقي لا يعني التفريط في الحقوق ولا الاعتداء على الخصوصيات.
ومن جانبه ، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن القوة الحقيقية تتجسد في زرع الامل رغم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، موضحا أن الحياة ترتبط بالمحبة، حيث أنها تربط الإنسان بالله وترتبطه باخيه الإنسان، لافتا ان الحياة والمحبة وجها لعملة واحدة وبالتالي نعيش الحياة من اجل عمل الخير
وأوضح البابا أن الإعلام في صورته الحديثة هدم الجدران التي تفصل بين البشر، حيث أصبح الجميع يمكنه المساهمة في هذا المجال، خاصة مع قدرة الاشخاص على التواصل السريع، مشيرا إلى دور الأكاديمية في نشر العلم على مستوي العالم ، كما ان الجامعة العربية تقوم بتحقيق التواصل بين القادة العرب، وتوحيد مواقفهم.
واشار إلى مقولة عربية قديمة أنه "يسود السلام عندما تنتصر قوة الحب على حب القوة"، موضحا أن من عاش المحبة عاش الحياة، حيث يبقى دور القادة ان يعلمون العالم المحبة الحقيقية.
ومن جانبه قال السفير الإسباني بالقاهرة البارو إيرانثو جوتييريث انه من المهم ان يكون هناك حديثا مع السفراء العرب والجامعة العربية للتأكيد على اواصر الثقة التي تجمع بين إسبانيا والدول الأخرى ، موضحا ان العالم يتقاسم نفس القيم لذلك نعمل مع الجميع لتحقيق الاستقرار العالمي.
وشدد على ان التعاون بين إسبانيا والدول العربية ومؤسساتها الأكاديمية خاصة المرتبطة بالإعلام مهم للغاية، وذلك للدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الرأي العام وبالتالي تعزيز حوار الحضارات.
واضاف سفير إسبانيا ان رجال الاديان ومنظمات المجتمع المدني وقادة المنابر الإعلامية يلعبون دورا رئيسيا في تحقيق هذا الهدف، مشددا على دور مؤسسات الاعلام الرقمية، حيث ينبغي العمل على مواكبة التطورات التكنولوجية الكبيرة في هذا الاطار
ومن جانبه أكد تحالف اليونيسكو في بيانه الخاص بالمؤتمر الدولي أن وسائل الإعلام لا تزال ضرورية للتواصل وكمصادر رئيسية للمعلومات والاخبار، إلا أن الاعتماد المفرط عليها يتطلب إدارة حذرة ودرجة عالية من الوعي وهذا مما يستلزم تنمية مهارات التفكير النقدي لدى جيل الشباب، وإكسابهم العديد من المهارات الأخرى التي تمكنهم من التعامل مع وسائل الاعلام بالشكل الإيجابي والصحي مما يساعد على الحد من التأثيرات السلبية لوسائل الاعلام ويصبح توجيههم عبر المشهد الإعلامي، لا سيما في أوقات النزاعات، أمرًا ضروريًا لتعزيز نهج واع لاستهلاك المعلومات.
ويشارك في المؤتمر عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني، من مصر والدول العربية والولايات المتحدة وكندا والبرازيل وأسبانيا والبرتغال وإيطاليا وفنلندا والهند والصين وروسيا الاتحادية ونيجيريا، علاوة على ممثلي مكاتب اليونسكو بالمنطقة العربية والمدير العام المساعد المنظمة اليونسكو لقطاع الاتصال والمعلومات من المقر الرئيسي لمنظمة اليونسكو بباريس.

أخبار متعلقة

أخبار بالفيديو

أضف تعليق