الجامعة العربية تعزز جهود السلام في السودان ..وتطلق منصة لتمكين المرأة العربية اقتصادياً

كتبت مونيكا عياد

شهدت جامعة الدول العربية حراكاً دبلوماسياً وتنموياً مكثفاً أمس، حيث ناقشت في اجتماعين منفصلين تطورات الأوضاع في السودان، وإطلاق المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً. وجسدت هذه الاجتماعات التزام الجامعة بمعالجة القضايا السياسية العاجلة، وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

عقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اجتماعًا مطولاً مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة. واستمر الاجتماع لساعات في توقيت بالغ الحساسية نظرًا للتطورات الميدانية المتسارعة في السودان، خاصة بعد التغيرات الأمنية الأخيرة في العاصمة الخرطوم.

وقال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن الحوار بين الطرفين ركز على ثلاثة محاور رئيسية. في الجانب العسكري، تم تحليل موقف القوات المسلحة السودانية وتقييم مدى سيطرتها على المناطق الاستراتيجية، مع مناقشة التداعيات السياسية لهذه التطورات الميدانية. أما في الجانب الإنساني، فقد ناقش الطرفان تقريرًا مفصلاً عن المناطق الأكثر تضررًا، والمعوقات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى وضع خطة طوارئ لتأمين ممرات إنسانية آمنة. وفي المحور السياسي، تم تقييم الجهود الدبلوماسية الجارية وطرح مقترحات لتفعيل الحوار الوطني، مع التركيز على آليات إشراك جميع المكونات السودانية في العملية السياسية.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال الاجتماع على ثوابت الموقف العربي من الأزمة السودانية، والتي تشمل الدعوة لوقف إطلاق النار الفوري، ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للسودان، والتأكيد على الدعم الكامل لوحدة التراب السوداني وسيادته. كما شدد أبو الغيط على ضرورة أن تقود العملية السياسية من قبل السودانيين أنفسهم، مع احترام إرادة الشعب السوداني وضمان مشاركة جميع أطيافه.

على صعيد آخر، نظمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اجتماعاً رفيع المستوى لإطلاق “المرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً”، تنفيذاً لقرار القمة العربية في البحرين 2024. وجاءت المبادرة بدعم من الإمارات تحت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك، بهدف تعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة العربية.

وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية، أن المرصد سيعمل على رصد البيانات وتطوير سياسات تمكين المرأة، مشيرة إلى أن المنطقة العربية تشهد أحد أدنى معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل (19.5%).
يسعى المرصد إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية تشمل إنشاء منصة رقمية متكاملة تخدم صانعي القرار والباحثين، وتطوير مؤشرات أداء نوعية لقياس التقدم المحرز في مجال تمكين المرأة اقتصادياً. كما سيقوم المرصد بإصدار تقارير دورية عن واقع المرأة الاقتصادي في الدول العربية، وتقديم توصيات سياساتية مبنية على الأدلة، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية متخصصة لتعزيز قدرات المرأة في المجال الاقتصادي.

وأكدت أبو غزالة هلى أهمية المرصد في سد الفجوة المعلوماتية في مجال الاقتصاد النسائي، مع التركيز بشكل خاص على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
من جانبها، أوضحت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام الإماراتي، أن المرصد سيتضمن عدة مكونات رئيسية تشمل قاعدة بيانات إقليمية شاملة، ونظامًا لرصد المبادرات الناجحة، ومنصة للتواصل بين رائدات الأعمال العربيات، بالإضافة إلى جوائز تقديرية للنماذج النسائية المتميزة في المجال الاقتصادي.

وضعت الجامعة العربية خطة تنفيذية واضحة للمرصد تشمل تشكيل لجنة توجيهية من ممثلي الدول العربية، وإعداد النظام الأساسي للمرصد خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وعقد شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية المتخصصة في مجال النوع الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. ومن المقرر أن يتم إطلاق المرحلة التجريبية للمشروع في مطلع عام 2025، بعد الانتهاء من كافة الاستعدادات الفنية والتنظيمية.